الصفحة الأساسية > عربية > همزة و غمزة > المقاطعة الإقتصاديّة لبضائع القوى الإستعماريّة الشّريكة في الجرائم الصّهيونيّة
المقاطعة الإقتصاديّة لبضائع القوى الإستعماريّة الشّريكة في الجرائم الصّهيونيّة
السبت 24 كانون الثاني (يناير) 2009
إنّ التّعبير عن التّضامن مع أشقّائنا الفلسطينيّن واستنكار الجريمة النّكراء التّي تقترف في حقّهم بغزّة من قبل السفّاحين والجزّارين الصّهاينة المحتلّين لأراض عربيّة اغتصبوها بدعم من القوى الإستعمارية الأمريكية والأوروبيّة، حيث يستعملون في اعتدائهم الغاشم على غزّة أسلحة إبادة محرّمة دوليا مدّتهم بها القوى الّتي ذكرناها، هو -أي التضامن- عمل هامّ ولابدّ منه للفت أنظار العالم نحو هذه الجرائم التي تقترف في حقّ الأبرياء. والنتائج إلى حدّ الآن إيجابية حيث كشف الإعتداء على غزّة حقيقة العصابة الصّهيونية التي طالما سعت الحكومات الغربية ووسائل إعلامها إلى تلميع صورتها وطمس الحقيقة حول ما يجري في الأراضي المحتلّة، وتصوير الإسرائيليّين كضحايا دائما. فتلك المظاهرات هزمت التعتيم الإعلامي حول ما يدور في غزّة من قبل وسائل الإعلام الغربية، وجعلت الشّارع الأوروبي يخرج في مظاهرات مندّدة بالجريمة وبمواقف حكومات بلدانهم التي سقطت أقنعتها. ويجوز القول إن الجرائم الصّهيونية في غزّة قد عرّت الحقيقة، وهنا لابدّ من التنويه بالدّور الحاسم الّذي لعبته الجالية العربية المقيمة في المهجر، في التأثير على الرّأي العام الغربي.
التضامن بالمسيرات أمر جيّد كما قلنا، لكنه غير كاف، حيث لابدّ من مقاطعة اقتصاديّة للمنتجات والبضائع التي تنتجها البلدان الّتي زرعت الكيان الصّهيوني في الأراضي العربية بفلسطين، وتدعمه بالمال والسّلاح لينفّذ جرائمه البشعة بحقد وعنصرية غير مسبوقتين.
إنّ المال الّذي نقتني به تلك البضائع والسّلع يذهب جزء كبير منه إلى الصّهاينة، أي إنهم بأموالنا يمارسون علينا فنون القتل، ويجربون علينا آخر ما يبتكرون من أسلحة القتل والدّمار والخراب.
إنّ أمريكا والبلدان الأروبية الغارقون في أزمة مالية حادّة يستحقّون أن نزيد من استفحال أزمتهم من خلال مقاطعتنا لمنتجاتهم، ومقاطعة الفضاءات التجارية التي يملكونها، أو التي تروّج سلعهم. والحلف الإستعماري القديم سيفقد بهذه المقاطعة أكبر سوق تنعش إقتصاده، باعتبارنا وللأسف الشّديد، مجتمعات تستهلك ولا تنتج.
إنّ المقاطعة الإقتصادية ستكون حرب الشّعوب العربية على البلدان الغربية الدّاعمة للعصابة الصّهيونية، وتأثيرها سيكون أشدّ وطأة من تأثير القنابل المحرّمة دوليا التي تمطر الأرض العربيّة وتقتلع الشّجر وتكسر الحجر وتحرق البشر، دون رحمة أو شفقة، لا بالرضيع أو الطّفل أو المرأة أو الشّيخ.
إنّنا كشعب عربي مطالبون بأن نتّخذ هذه الخطوة وأن نخوض هذه الحرب بوعي ومسؤوليّة والتزام، مادامت الحكومات العربية عاجزة عن اتّخاذ موقف جدّي ومسؤول، بل إنّ بعض الحكومات أصبحت تدافع عن مواقف الغرب المنحازة إلى العدو الصّهيوني، بعد أن تحوّلت إلى أدوات تنفّذ التّعليمات.
وما دامت هذه الحكومات لا تمثّل شعوبها، بل تقوم بدور العسس على مصالح الغرب والصّهاينة، فقد أصبح من واجب الشّعوب أن تمارس الحرب الإقتصاديّة، دون خشية من البوليس والإعتقال والمحاكمات الضّالمة.
الحرب الإقتصادية تتطلب بعث لجان توعية وتوجيه لكي يكون المواطن على معرفة بالبضائع والسّلع والفضاءات التجارية التي تروج تلك المنتجات. وهذا أضعف الإيمان
محمود العروسي