الصفحة الأساسية > عربية > نافذة على العالم > المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي اللبناني ينعقد تحت شعار "حكم وطني ديمقراطي علماني (...)
اللجنة المركزية تجدد انتخاب د. خالــد حــدادة أميــنا عاما
المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي اللبناني ينعقد تحت شعار "حكم وطني ديمقراطي علماني ومقاوم"
الاثنين 9 آذار (مارس) 2009
عقد الحزب الشيوعي اللبناني مؤتمره العاشر في النصف الثاني من الأسبوع الماضي بقصر اليونسكو ببيروت، وقد حضر الجلسة الافتتاحية يوم 26 شباط (فيفري) ممثلون عن أغلب الأحزاب اللبنانية، كما حضر المؤتمر ضيوف ممثلين لأكثر من ثلاثين حزب شيوعي ويساري قدموا من المنطقة العربية وأوربا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ومثل تونس في المؤتمر أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد. ومما يدل على إشعاع الحزب والاحترام الواسع الذي يحظى به على الساحة اللبنانية استقبال رئيس الجمهورية لأمينه العام مصحوبا بالوفود الأجنبية صباح يوم 27 فيفري بقصر بعبدا.وأتى هذا المؤتمر في ظل استقطاب سياسي طائفي حاد بين تكتلي 14 و8 آذار (مارس) إلا أن ذلك لم يمنع الشيوعيين اللبنانيين من النجاح في تجنب الاصطفاف وفي المحافظة على استقلالية قرار حزبهم ووحدته وفي إضفاء مزيد الوضوح على خطتهم ومزيد المصداقية على خطابهم الداعي إلى إقامة "حكم وطني ديمقراطي علماني ومقاوم" كما جاء في شعار المؤتمر.
وقد خصصت عشية الخميس 26 فيفري إلى انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر والاستماع إلى تقرير الأمين العام، د. خالد حدادة، وإلى كلمات الضيوف، فيما نوقشت المسائل السياسية كامل يوم الجمعة والمسائل التنظيمية صبيحة يوم السبت الذي خصص كامل ما تبقى منه إلى انتخاب الهيئات القيادية وخاصة منها اللجنة المركزية. ولم تنته عملية فرز الأصوات إلا في الساعة الرابعة من صباح يوم الأحد 01 مارس . وقد جددت اللجنة المركزية انتخاب د. خالد حدادة أمينا عاما عشية نفس اليوم وينتظر أن يتم انتخاب المكتب السياسي في نهاية الأسبوع.
ومن السمات المميزة للمؤتمر تعزيز حضور العمال والمستخدمين بالحزب، حيث يمثلون 40 في المائة من نواب المؤتمر البالغ عددهم 327 (نائب عن كل 10 أعضاء) إلى جانب الحضور البارز للعنصر الشبابي حيث انتخب 23 عضوا جديدا باللجنة المركزية منهم 9 شبان، مما يجعل نسبة الأعضاء الجدد في هذه الهيئة تصل إلى 38 بالمائة.
بعض ملامح الخط السياسي للحزب
و لتمكين قرائنا من فهم خصوصية الخط السياسي للحزب الشيوعي اللبناني عربيا ولبنانيا، نورد فيما يلي مقتطفات من الكلمة التي ألقاها الأمين العام للحزب في جلسة افتتاح المؤتمر:
الوطني والديني في المقاومة
"ومن منطلقات المسؤولية الوطنية والقومية نرى ضروريا في سياق تأكيدنا لأهمية النضال المقاوم أن نشير إلى أن الإصرار على الطابع الديني لمقاومة شعوبنا هو أمر يقلل من حصانتها ويضعف إمكانيات توفير الدعم لها على المدى الطويل، ولعله يشكل في مرحلة لاحقة سببا لانهيارها.
لذلك ندعو المقاومة الإسلامية الفلسطينية، تماما كما ندعو الإخوة في المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى التنبه إلى أن استهدافات المشاريع الأمريكية والصهيونية لا تطاولهم وحدهم، بل هي تطاول شعوب هذه المنطقة، ما يعني أن عبء المواجهة هو مسؤولية وطنية وقومية عامة، وأن إيجاد أطر وكنية واسعة للعمل المقاوم بات مهمة لا تحتمل التأجيل"
(...)أن الذي يجعل بعض القوى الإسلامية المقاومة على تناقض مع المشروع الامبريالي ليس طابعها الديني بل موقفها المقاوم والذي هو موقف وطني في نهاية المطاف,
ولذلك نحذر من انقسام اليسار العربي إلى فريقين: واحد يرى التناقض الرئيس مع التيارات الدينية فينزلق إلى مواجهتها بغضّ النظر عن طبيعتها ووظيفتها الراهنة، وآخر يرى أن التناقض الرئيسي هو مع الهجمة الامبريالية فيدعو إلى الالتحاق بالقوى الدينية تحت حجة قيادتها للنضال التحرري...
إن اليسار الذي نمثله وندعو إليه بصفته مستقبل شعوب هذه المنطقة هو اليسار المواجه بطبيعته للامبريالية والصهيونية والاحتلال والعدوان، وهو يسار لا يتردد في التقاطع مع القوى الأخرى على أساس القضية ويناضل في الوقت نفسه من أجل التطور السياسي والتقدم الاجتماعي.
ونحن ندعو رفاقنا اليساريين العرب إلى التضامن والتنسيق من أجل تصويب بعض السياسات التي تتحدث عن صراع حالي بين العلمانيين والإسلاميين وتتجاهل أن أول فكر أصولي سيطر في هذه المنطقة هو الفكر الصهيوني...إن اليسار الذي يريد لنفسه دورا في مستقبل المنطقة هو اليسار الذي لا يتوانى عن مواجهة العدوان والاحتلال مهما كانت الأسباب.
التعاون والاختلاف مع حزب الله
"نقدم تجربة حزبنا في التعاون والاختلاف مع حزب الله للتقييم، والبحث أمام المؤتمر وأمام الرفاق الضيوف من الأحزاب اليسارية العربية والأجنبية الصديقة.
إن التجربة المذكورة قامت على الأسس الآتية:
1-أدركنا أهمية وظيفة حزب الله باعتباره مقاومة تمثل الجانب الأكثر تأثيرا بالمقارنة مع طبيعته المذهبية، وخلفيته الإيديولوجية، خاصة وأن معظم القوى اللبنانية هي طائفية الطابع. وهذا الجانب المقاوم هو الذي يشكل القاعدة السياسية بين حزبينا.
2-رفضنا شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" بصفته شعارا يراد أن تضبط الحياة السياسية اليومية على أساسه. فعندما تكون المعركة نكون في قلبها. أما في فترات الاستراحة الطويلة فإن نضالنا للإصلاح السياسي والتغيير الاجتماعي يجب أن يستمر ضد جميع القوى المشكلة للنظام بما فيها حزب الله.
3-رفضنا الدعوات إلى تحويل الصراع في المنطقة، بين علمانيين وإسلاميين(...) "
نحن ندعو إلى تأكيد هذه السياسة مجددا على أساس عدم الانزلاق إلى أحد موقعين: تأليه التناقض الرئيسي أو مساواته بالتناقضات الثانوية أي الوقوع إما في التبعية للأنظمة الممانعة والأحزاب القائدة، وأما أسرى المشروع الأميركي في نظرته لشؤون المنطقة.
الموقف من الانتخابات
"... وعلى صعيد الانتخابات التمثيلية ومشاركتنا فيها أصبح ضروريا أن نوضح أن موقفنا منها ينطلق من العناصر الآتية:
1-إن الانتخابات النيابية والبلدية إحدى وسائل التغيير الديمقراطي. واعتمادها من قل حزب ثوري تغييري لا يلغي الوسائل الأخرى بل يردفها ويعزز احتمالاتها.
2-إن بنية الحزب وبرامج عمله وخططه الآنيّة يجب أن تراعي الاستحقاقات الانتخابية التي سنشدد على التعامل معها باعتبارها محطات لقياس مدى التجاوب الشعبي مع طروحاتنا وشعاراتنا، من جهة، ولزيادة الضغط على النظام السياسي الطائفي من جهة أخرى. وبات ضروريا في هذا الإطار تشكيل لجنة دائمة للانتخابات النيابية والبلدية.
3-إن تكثيف النضال من أجل فرض قانون جديد للانتخابات يعتمد لبنان دائرة واحدة وعلى أساس النسبية وخارج القيد الطائفي، يجب أن يلقى كل العناية في المرحلة المقبلة باعتباره مدخلا ضروريا، وإن يكن غير كاف، للإصلاح السياسي.
وربما بات ضروريا أيضا أن ندعو إلى إجراء الانتخابات البلدية على أساس النسبية(...)"