الصفحة الأساسية > عربي > شؤون وطنية > بيان المجلس الوطني لحركة التجديد حول غزة

بيان المجلس الوطني لحركة التجديد حول غزة

الأحد 1 شباط (فبراير) 2009

توقف منذ أيام العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، بعد أن عاثت فيه الآلة الحربية الإسرائيلية قتلا ودمارا على مدى 22 يوما، مقترفة أفضع الجرائم وأشنعها ومخلّفة الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى من بين المدنيين وتدميرا رهيبا في المنازل والمنشاءات، ولم تتورع الطغمة الإسرائيلية الحاكمة عن استعمال أحدث الأسلحة وأشدها فتكا بالأهالي كقنابل الفوسفور الأبيض وقذائف "الدايم" وغيرها من وسائل القتل المحرمة دوليا.

ويأتي هذا العدوان العسكري في وقت تشهد فيه الساحتان الفلسطينية والعربية انقسامات وخلافات عميقة وفي ظل تواصل الحماية الأوروبية والأمريكية التي شجعت حكام إسرائيل على الاستهتار بكافة المواثيق والقرارات الدولية المطالبة بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه المشروعة.
لقد أظهرت هذه الهجمة الوحشية صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وتشبّثه بوطنه وتجذره في أرضه. وهو ما أفشل مخططات إسرائيل في تحقيق أي هدف من أهدافها المعلنة بل ازدادت عزلتها الأخلاقية والسياسية في نظر الرأي العام العالمي.

إن الحرب توقفت ولكن معاناة الشعب الفلسطيني مازالت متواصلة بسبب استمرار الحصار الجائر المفروض عليه منذ مدة طويلة قبل الحرب الأخيرة وأثنائها وبعدها، والذي أدى ولا يزال إلى أوضاع إنسانية على درجة قصوى من التردي والمأساوية.

والمجلس الوطني لحركة التجديد :
- إذ يثمّن الدور الذي لعبه مناضلو الحركة ومساهمتهم الفعّالة مع كافة القوى الديمقراطية ومكوّنات المجتمع المدني في حملة المساندة والتضامن الشعبي الواسعة مع الشعب الفلسطيني التي اتّخذت أشكالا متعدّدة، كالمسيرات والتظاهرات وحملات جمع التبرّعات التي عمّت مختلف أنحاء البلاد.
- وإذ يتوجه بالتحية إلى المدّ التضامني الشعبي العربي والعالمي ودوره في إيقاف العدوان العسكري، فإنه :

- 1- يذكر بأن التهديدات الإسرائيلية مازالت متواصلة بأشكال مختلفة منها بالخصوص استمرار الحصار وإغلاق المعابر في غزة وتواصل نسق الاستيطان واغتصاب الأراضي والممتلكات الفلسطينية في الضفة الغربية إضافة إلى المظاهر العدوانية الأخرى كإقامة الجدار العازل والحواجز وغيرها، الأمر الذي يستوجب تواصل التعبئة الشعبية وتفعيل مختلف أشكال الدعم والتضامن
- 2- يتوجه بنداء ملح إلى مختلف الفصائل الفلسطينية كي تبذل كل الجهود للتوصل إلى إنجاز الوحدة فيما بينها على أساس الثوابت الفلسطينية القائمة على برنامج التحرر والاستقلال الوطني والتعددية السياسية والديمقراطية وعلى اعتبار منظمّة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني
- 3- يدعو الحكومات العربية إلى الالتزام بمبادئ التضامن العربي وثوابته في حدها الأدنى، واحترام ما يتم التوافق عليه بين مختلف الفصائل الفلسطينية، كما يطالبها برفع العراقيل عن التحركات التضامنية الشعبية في الشارع العربي وبحشد كل الطاقات واستعمال كافة الوسائل المتاحة للضغط على إسرائيل وحماتها لفرض الاستجابة إلى قرارات الشرعية الدولية ورفع الحصار الظالم وفتح المعابر وإنهاء الاستيطان والاحتلال بما يفسح المجال للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين.
- 4- يعتبر أنّه يتعيّن على السلطة الفلسطينية والشعوب العربية وحكوماتها وكافة المنظمات الحقوقية في الدول العربية والعالم جمع الأدلة والقرائن على الجرائم النكراء التي اقترفتها الجيش الإسرائيلي وتوثيقها استعدادا لخوض الواجهة القانونية للمعركة وجرّ الجناة أمام محكمة الجنايات الدولية لمقاضاتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين.

تونس في 26/01/2009

رئيس المجلس الوطني

أحمد الورشفاني